ياسر العظمة ولعبة ذكية مع النظام السوري المخلوع
ياسر العظمة لم يكن مجرد ممثل بل كان عبقريًا في تحويل شخصياته الرمزية إلى أدوات نقد حادة، تحمل رسائل سياسية واجتماعية تفهمها العامة وتتجنب الرقابة.
1. “الوالي سكجك” و”معالي البطبف والبلاء الأعظم …. كيف أدار ياسر العظمة لعبته الذكية مع النظام؟
شخصياته مثل “الوالي سكجك” و”معالي البطبف” والبلاء الأعظم وأبو الجماجم وأبو العلا والكثير .. كانت بمثابة رموز ساخرة تمثل فساد النظام وممارساته دون التصريح بأسماء بعينها.
في كل حلقة من “مرايا”، كان العظمة يزرع فكرة، ويضيء بقعة مظلمة في وعي السوريين.
2. الفن في زمن الخوف: عندما كسر ياسر العظمة حاجز الرعب الجماعي
في وقت كان السوريون فيه يتهيبون النظر إلى ثكنة عسكرية أكثر من بضع ثوانٍ، كان ياسر العظمة يقدم نقدًا لاذعًا للنظام بجرأة فنية لا مثيل لها. استطاع أن يحول الكوميديا إلى منصة توعية، حيث جعل السوريين يضحكون على مأساة كانوا يعيشونها يوميًا، ويدركون في الوقت ذاته جذور هذا الظلم.
3. لماذا حاول الأسد تقليد “مرايا”؟
شعر النظام بخطورة رسائل ياسر العظمة، فأسس عملًا مشابهًا بدعم مباشر من بشار الأسد، ليكون بديلًا مُسيطرًا عليه يهدف إلى تنفيس غضب الناس دون الاقتراب من جوهر القضايا الحقيقية. لكن الجمهور السوري كان ذكيًا بما يكفي ليدرك الفرق بين الأصالة والتقليد، مما جعل محاولة النظام تفشل فشلًا ذريعًا.
4. ياسر العظمة: حينما يصبح الفن سلاحًا أشد من الرصاص
في زمن الديكتاتوريات، أثبت العظمة أن الكلمة قد تكون أقوى من السلاح. كل مشهد، وكل شخصية، وكل حوار كان يحمل في طياته رسالة خفية تقاوم الاستبداد. اختار أن يكون صوتًا للحق في زمن لم يكن فيه للحق صوت.
5. هل كان ياسر العظمة ثائرًا؟ الإجابة في أعماله
لم يكن العظمة ثائرًا تقليديًا، لكنه كان ثائرًا بالفكرة والكلمة. “مرايا” لم تكن مجرد سلسلة درامية، بل كانت منصة إعلامية تنقل رسائل الحرية والكرامة. تمكن من وضع النظام في موقف دفاعي دون أن يدخل في مواجهة مباشرة.
6. مغادرة دمشق: قرار بحجم موقف
عندما بدأت الثورة السورية عام 2011، اختار العظمة مغادرة دمشق والاستقرار في مصر. كان هذا القرار بمثابة موقف صريح، رفض فيه العظمة أن يكون جزءًا من آلة القمع، وأكد انحيازه للإنسان السوري المقهور.
ورفض العديد من الدعوات للعودة وانجاز عمل معهم
7. لماذا يطلق عليه العرب “الأسطورة”؟
ياسر العظمة لم يحصل على لقبه هذا من فراغ. استطاع عبر عقود طويلة من العمل الفني أن يكسب احترام الجمهور العربي بأسره، ليس فقط لبراعته التمثيلية، بل لجرأته واستقلاليته. أصبح رمزًا للفنان الملتزم الذي يحمل هموم شعبه فوق أكتافه.
8. ماذا تعني “مرايا” للعرب؟
“مرايا” ليست مجرد سلسلة درامية، بل أصبحت ذاكرة جماعية للشعب العربي. كل حلقة كانت تمثل مرآة تعكس واقعهم المؤلم، وأملهم في التغيير. إنها سجل فني يوثق حقبة من القمع والاستبداد، ويحمل شعلة الحرية.
9. عبقرية الكوميديا التي هزمت الرقابة
لم تكن كوميديا العظمة مجرد وسيلة للضحك، بل كانت أسلوبًا لكسر الحواجز. كان يستخدم الفكاهة كسلاح خفي لتفكيك رموز النظام، وجعل الجمهور يضحك ويبكي في آنٍ واحد.
10. إرث ياسر العظمة: أكثر من مجرد دراما
ترك العظمة بصمة لا يمكن محوها في تاريخ الفن السوري. إرثه يمتد ليكون درسًا للأجيال القادمة حول أهمية الكلمة الحرة، وقوة الفن في مواجهة الظلم.
ياسر العظمة لم يكن مجرد فنان، بل كان أيقونة، رمزًا، وصوتًا للأمل. سيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة السوريين، ليس فقط كصانع للضحك، بل كقائد للفكر الحر في أحلك الأزمنة.